مقالات
أخر الأخبار

كيف تحدُّ من هدر الوقت خلف شاشات الأجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي؟

 

في هذه الأيام تحوّلت التقنيّة عموماً والهواتف النقّالة خصوصاً إلى جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث استطاع كلٌّ منّا بناء عالمه الخاصّ داخل هاتفه المحمول. ومع استمرار الشعور بالندم في كلّ مرة تقضيها أمام هاتفك وتضيع وقتاً كان يجبُ عليك استثماره في أشياء مفيدة، توجّب علينا تقديم بعض الحلول التي سوف تساعدك بكلّ تأكيد في تقليل استخدامك للهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي. إليك عزيزي القارئ هذه الخطوات :

املأ وقتك بعيداً عن الهاتف

الكثير منّا يلاحظ أنّنا أثناء العمل أو الانشغال في أمور معيّنة كالأصدقاء أو العائلة أو حتى مشاكل الحياة اليومية، فإنّ الهاتف لا يجدُ طريقاً إلى حياتنا إلا عندما نفرغ من كلّ أعمالنا، وبما أن الهواتف أصبحت جزءاً من حياتنا كما أسلفنا فعلينا تكوين عادات جديدة تحلُّ مكان إمساك الهاتف و تصفحّه دون فائدة، فربمّا تقرأ قصّة أو تلعب الشّطرنج مع أحد أفراد العائلة بإمكانك أيضاً إعطاء أبنائك بعض النصائح وغيرها الكثير من الأمور الّتي تغنيك عن الشعور بالندم في كل مرّة تضيع فيها وقتاً أمام شاشتك.

راقب سلوكك أثناء تصفحك هاتفك

غالباً ما يكون هناك أحد التطبيقات التي تستحوذ على معظم الوقت تقضيه في التصفّح كالفيس بوك مثلاً او اليوتيوب.
في هذه الحالة يمكنك مثلاً إلغاء متابعة الأشخاص والصفحات الّتي تجد أنّها لا تهمّك أو حتى إيقاف التشغيل التلقائي لمقاطع الفيديو التي تسلبك الوقت دون الشعور بذلك، بهذه الطّريقة أنت تخفف من وقت استخدامك وتحصل على الفائدة والأشياء الّتي تفييدك في آنٍ معاً.

اقرأ أيضاً: هل الذكاء الاصطناعي يشكل خطر على البشرية؟

لا تجعل الوصول الى تطبيقات التواصل الاجتماعي سهلاً

في الحقيقة أنت شخصٌ طبيعيٌّ تماماً عندما ترى ذلك الرّقم على أيقونة الواتساب، ويراودُك شعورٌ قويّ ورغبة عارمة في معرفة ما يخفيه هذا الإشعار او هذه الرّسالة، و بكلّ بساطة يمكنك التغلّب على نقطة الضّعف البشرية هذه بأن تقوم بإزالة اختصارات وسائل التواصل من على الشاشة الرئيسية، بالإضافة إلى ذلك يمكنك إزالتها من قائمة التطبيقات ووضعها في مجلّد مستقلّ أو حتى إخفاؤها بحيث يصبح من الصّعب الوصول إليها. وهذه الطريقة قد أثمرت نتائج مذهلة من تجربتي الشخصيّة.

أوقف إشعارات التطبيقات غير المهمّة

في كثير من الأحيان تقوم بفتح هاتفك دون نية فعل شيئ شيئاً، ثم تجد فجأة إشعاراً من تطبق ما كالفيس بوك أن فلاناً أضاف صورة إلى قصته أو أن لديك إشعاراً جديدً، في الواقع وبرغم من أنها رسائل ليست ذات معنى أو قيمة ولكنّها كفيلة لإعادتك لداخل التطبيق وإمضاء ساعات دون أن تشعر وتذكّر في البداية أنّك لم تكن تنوي الدخول أو التصفّح وكان إشعار التطبيق هو سبباً في دخولك إليه وإضاعة ساعة أو ساعتين من وقتك. لهذا فمن الجيّد جدّا في حال قررت الإقلاع عن أحد وسائل التواصل، أن تمنعه من إرسال الإشعارات إليك. وأعدُكَ بأنّ هذه الطريقة سوف تؤتي ثمارها فوراً و خلال مدة لا تتجاوز الأيام.

اسأل نفسك قبل دخول أي من التطبيقات على هاتفك

غالباً و بحكم العادة ندخل إلى التطبيق الأقرب او الذي استلمنا منه إشعاراً معيناً أيّاً يكن و لكن بإمكاننا التوقف للحظة و سؤال أنفسنا لماذا ندخل هنا في هذا التوقيت، فإذا كان جوابك “للتسلية” فالخطوات السابقة لن تحقق لك النتائج المرجوّة كما تريد أمّا اذا كان جوابك أريد كذا و كذا، للدراسة او العمل مثلاً فضع هذه الفكرة نصبَ عينيك ثمّ ادخل وابحث عنها و امنع أي شيء قد يبعدك عنها. وهذه النصيحة على وجه الخصوص متعلقة فيكَ أنت، فعندما تركز علة حاجياتك وأسبابك كلما قل وقت انشغالك بالأمور الأخرى.

اقرأ أيضاً: كيفية التحقق مما إذا كانت كلمة مرورك قد سُرقت

الاعتراف بالمشكلة أول سبل الحلّ

صراحةً، يجب أن يكون هذا الحلّ هو أول الحلول في هذه القائمة و لكننّي اخترت وضعه هنا لكي يتسنّى للشخص الجادّ فقط في تغيير عاداته رؤية هذا الحلّ كونه سيتابع القراءة و يصل الى هذا الحدّ، و كونك أحد الواصلين إلى هنا يتوجّب عليّ إخبارك بأنّ إقلاعك عن وسائل التواصل الاجتماعي و التقليل من استخدام الهاتف دون فائدة يجب أخذه بعين الاعتبار كمشكلة تهدد حياتك اليوميّة بمختلف جوانبها حتى تستطيع تحقيق النّجاح والتغلّب على هذه المعضلة التي تغزو عالمنا اليوم.

فلم وثائقي يشرح لك أسباب إدمانك على وسائل التواصل

من أجمل الأفلام الّتي شاهدتها والتي تصف لك بدقّة كيف تتحكم بك الشركات العملاقة لإبقائك وقتاً أطول على تطبيقاتها كي تحقق أرباحاً أكثر وهيمنة أكبر على عقولنا هو فلم The social dilemma، مدّة الفلم ساعة و نصف وهو يشرح الطرق التي يستخدمها تطبيق يوتيوب مثلاً لإبقائك أطول مدّة تتصفحه وبهذا تعرفُ سلاحه ويسهل عليكَ تجنّبه.

وأخيراً فإنّ هذا التطوّر الهائل في مختلف مجالات التكنولوجيا يكون مفيداً لكَ عندما تجيد استغلاله وتتحكم به، فهذه الأشياء سلاحٌ ذو حدّين ينفعُ أحدهم ويقتلُ آخر.

 

نبذة عن الكاتب:

محمد المهدي العثمان

طالب في كلية الطب، أحبّ المطالعة والكتابة بالإضافة إلى اهتمامي بالمواضيع التقنية والبرمجة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock